توثيق بطولات روشن- دعم الأندية، جذب الرعاة، ورفع قيمة الدوري

المؤلف: نايف العتيبي09.21.2025
توثيق بطولات روشن- دعم الأندية، جذب الرعاة، ورفع قيمة الدوري

إن مشروع توثيق البطولات، الذي حظي بالاعتماد مؤخراً، يمثل دفعة قوية للأندية السعودية في سعيها الحثيث لجذب الرعاة واستقطاب نخبة اللاعبين العالميين إلى دوري روشن السعودي المرموق، مما سينعكس إيجاباً على مداخيلها ويعزز من القيمة السوقية للدوري السعودي على نطاق واسع. وأكد خبراء متخصصون لـ "الاقتصادية" أن الشركات الراعية تولي اهتماماً خاصاً بالأندية المتوجة بالبطولات، كونها تسهم بفاعلية في الترويج لعلاماتها التجارية وزيادة انتشارها.

وقد تم التصديق على التقرير الختامي لمشروع توثيق تاريخ كرة القدم السعودية، من قبل أعضاء الجمعية العمومية، والذي يشمل سبع مراحل تاريخية بارزة على مدار 123 عاماً. وجاء ذلك بعد عمل دؤوب استمر لمدة 13 شهراً، تضمن عقد تسعة اجتماعات للجمعية العمومية للمشروع، الذي يعد الأول من نوعه في تاريخ كرة القدم السعودية، والذي تميز بالإجماع على كافة الإجراءات المتخذة طوال فترة تنفيذه.

وفي تصريحات صحافية أدلى بها عبدالإله النجيمي، العضو البارز في فريق مشروع توثيق تاريخ كرة القدم السعودية، عقب الجلسة الختامية، أكد على الحق الأصيل للأندية في نشر نتائج التوثيق عبر قنواتها ومنصاتها الإعلامية المختلفة، مشيراً إلى أن السجل الشرفي، الذي يضم 1500 صفحة، يسجل إنجازات 155 بطلاً.

وأضاف قائلاً: "لقد أوصينا بإنشاء متحف رياضي متكامل، مع منح الاتحاد السعودي لكرة القدم الحق الكامل في نشر السجل الشرفي لأي بطولة." وحذر النجيمي من أن الأندية التي تعرض سجل بطولاتها بشكل يخالف السجل الشرفي المعتمد ستتعرض للعقوبات المناسبة.

من جانبه، شدد الدكتور مقبل بن جديع، الرئيس التنفيذي لشركة fg sports، على الأهمية البالغة لتوثيق البطولات في جذب الرعاة للأندية، مؤكداً على الفوائد الجمة التي ستعود على الأندية على مختلف الأصعدة، سواء تاريخياً أو جماهيرياً أو تسويقياً أو استثمارياً.

وأوضح قائلاً: "سوف يفتح هذا التوثيق آفاقاً واسعة أمام الأندية، ويمنحها فرصة سانحة لتعظيم إيراداتها من خلال إنشاء المتاحف الرياضية، التي لم تستغل بالشكل الأمثل حتى الآن، على عكس ما هو سائد في أوروبا، حيث يستفاد منها بشكل كبير."

وتابع: "إن وجود الكؤوس التاريخية في المتاحف، إلى جانب تاريخها وقصصها المصورة، ومقتنياتها الثمينة، سيدفع بلا شك أنصار الأندية إلى زيارتها، وشراء المنتجات التذكارية والتقاط الصور مع الكؤوس، فضلاً عن أن الدخول إلى هذه المتاحف سيكون بمقابل مادي، مما يسهم في زيادة الإيرادات بشكل ملحوظ."

واختتم حديثه قائلاً: "إن التوثيق الدقيق الذي يحفظ لكل ناد حقه كاملاً، سيكون له مردود إيجابي كبير على النادي استثمارياً وتسويقياً." معرباً عن أمله في ألا يشهد هذا التوثيق أي إجحاف بحق أي ناد من الأندية.

وقد توصل فريق عمل المشروع إلى تصحيح تاريخ تأسيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، ليصبح في 18 مايو 1955 بدلاً من 10 يونيو 1956، وذلك استناداً إلى الخطاب الرسمي الموجه للاتحاد الدولي لكرة القدم من الإدارة العامة للرياضة البدنية والكشافة بوزارة الداخلية في عام 1955. كما تم تحديد الموسم الرياضي 1957 / 1958، باعتباره الانطلاقة الحقيقية للدوري السعودي (دوري المملكة). وبناءً على ذلك، فإن نسخة الموسم الرياضي الحالي من الدوري السعودي للمحترفين "دوري روشن" هي النسخة رقم 68 على مدى التاريخ (منها 63 نسخة اكتملت وتحدد أبطالها، بالإضافة إلى النسخة الحالية، بينما توقفت 4 نسخ لأسباب مختلفة).

وفي السياق ذاته، أكد الدكتور وحيد بغدادي، المختص في الاستثمار الرياضي والتسويق، على أن "توثيق البطولات له تأثير بالغ الأهمية على الأندية في بناء علامتها التجارية المميزة من خلال البطولات الرسمية المعتمدة. حيث يؤثر ذلك بشكل مباشر على استثماراتها من خلال بناء قاعدة جماهيرية عريضة. فمعظم الأندية العالمية الرائدة تستخدم النجوم أو العلامات المميزة على قمصان لاعبيها، كدليل على عدد بطولاتها وإنجازاتها."

وأردف قائلاً: "كلما كانت البطولات موثقة بشكل دقيق، زادت شعبية الأندية وقوتها الجماهيرية، خاصةً إذا كان عدد البطولات كبيراً. فنحن نلاحظ أن الأربعة الكبار في الدوري السعودي يمتلكون أكبر قاعدة جماهيرية، وهم الأكثر تحقيقاً للإيرادات من خلال تحقيق البطولات، فضلاً عن ارتفاع نسبة الحضور الجماهيري في الملاعب، مما ينعكس بشكل إيجابي على بيع المنتجات التذكارية، ولا سيما قمصان الأندية."

وأضاف: "إن توثيق البطولات يؤثر أيضاً في حقوق النقل التجاري وانتقال اللاعبين العالميين، ولا سيما أن اللاعب العالمي يبحث دائماً عن ناد يحقق البطولات والإنجازات، وليس مجرد ناد عادي. فعند التفاوض مع اللاعبين العالميين، يتم عرض السجل الحافل بالبطولات الموثقة، بهدف استقطاب أفضل اللاعبين، مما يسهم في رفع قيمة الأندية سوقياً وتجارياً، ويزيد من قيمة الدوري بشكل عام، ويرفع من حقوق النقل، وهو ما يعود بعوائد استثمارية مجدية على الأندية."

وأشار إلى أن عدد البطولات والكؤوس والدروع والميداليات، والأندية العالمية المرموقة التي لعبت معها الأندية، توضع في متاحف خاصة، وتستغل استثمارياً من خلال بيع التذاكر لزيارتها، وبيع المقتنيات الثمينة مثل الكؤوس التذكارية، مما يرفع من مداخيل الأندية بشكل ملحوظ."

وفيما يتعلق بمسابقات الأندية، فقد رصد التقرير الختامي الشامل 3910 مسابقات مختلفة، أسهم في تحقيقها 155 فريقاً متميزاً. من بين هذه المسابقات، هناك 12 مسابقة نُظِّمَت في فترة الرواد، وهي الفترة الممتدة من عام 1932 وحتى مايو 1956. وقد نظمت الجهة المختصة محلياً 3726 مسابقة. في حين تم تنظيم 50 بطولة من قبل جهات مختصة خارجية. كما رصد الفريق 122 بطولة تم تنظيمها من قبل جهات غير مختصة، سواء محلياً أو خارجياً. وكانت 1282 مسابقة من نصيب الفريق الأول، بينما كانت 2628 مسابقة من نصيب الفئات السنية المختلفة.

ويرى صالح الصالح، المدير التنفيذي لشركة Green sport، أن توثيق البطولات سيساعد الأندية بشكل كبير على تقديم ملفات الرعاية وسجلاتها الشرفية بشكل واضح ومفصل إلى الشركاء والرعاة، بعيداً عن الاجتهادات الشخصية، على عكس التجارب السابقة التي كانت تعتمد على الاجتهادات الفردية.

واختتم حديثه قائلاً: "هناك فرق شاسع بين رعاية ناد يحقق البطولات باستمرار على مدى 60 عاماً، وآخر يحقق بطولة بشكل متقطع. فالشركات تبحث دائماً عن الأندية التي تنافس بقوة وبشكل مستمر على البطولات، كي يكون الارتباط معها إيجابياً، سواء على صعيد الجماهير أو البطولات، بهدف نشر علاماتها التجارية وزيادة انتشارها.

 

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة